كلمة سعادة الوزير

   تشكل جودة التعليم هدفا مهما من الأهداف الأساسية التي تسعى وزارة التربية والتعليم لتحقيقها بكافة الوسائل، من حيث تطوير البيئة المدرسية وتدريب وتمهين المعلمين و المراجعة الدورية للمناهج الدراسية وتطويرها وجعلها مواكبة للعصر وللتطورات على الصعيد المعرفي. والأخذ بالتقنيات الحديثة في مجال تقنية المعلومات والاتصال في التعليم، وكذلك الشأن بالنسبة لتطوير التقييم بكافة أشكاله وأهدافه، وخصوصا التقييم من أجل التعلم، ضمن هدف الارتقاء بعملية التدريس داخل الصف الدراسي، باعتبارها جوهر العملية التعليمية-التعلمية.

     ومن هذا المنطلق جعلت الوزارة التقييم من أجل التعلم عنوانا للمؤتمر التربوي السابع والعشرين للعام الدراسي الجاري 2013 / 2014 م، وحددت له أهدافا واضحة وغايات مرسومة. إن الهدف الرئيس لأي تقويم تربوي هو ضمان جودة العملية التربوية ونواتجها، ذلك لأن الغرض من جهود المؤسسات التربوية هو إكساب الطلبة العلوم والمعارف والمهارات والسلوكيات والاتجاهات الايجابية, التي سبق تحديدها بوضوح من خلال السياسات التعليمية، والخطط الدراسية, والمناهج والبرامج المختلفة، ولذلك فإن أي تقويم يجب أن يركز على جودة المخرجات النهائية؛ ويجيب عن الأسئلة الجوهرية مثل: هل اكتسب الطلبة المعارف والمهارات الأساسية ؟ وهل اكتسب الطلاب السلوكيات والاتجاهات الإيجابية التي تؤهلهم لأن يكونوا أعضاء منتجين يسهمون في مجتمعهم بشكل فاعل؟.

    ومن هنا فإن التقويم -سواءٌ أكان تقويماً مستمرًا تكوينياً أم تقويمًا نهائيا شرط رئيسي لتحقيق الجودة، من خلال وجود معايير أو مواصفات لمدخلات العملية التعليمية وعملياتها ونواتجها, والتقويم المستمر لها, للتأكد من أنها تسير وفق المواصفات المطلوبة, وأن العمليات توُجَّه الوجهة الصحيحة إذا أظهر التقويم حاجتها إلى ذلك. إننا نتطلع في الختام إلى أن يحقق المؤتمر التربوي أهدافه الرئيسية في تعزيز ثقافة التقييم من اجل التعلم، وإرساء تصورات واضحة لتعلم صفي فعال، وبلورة أفكار وبدائل قادرة على تطوير ممارسات التقييم من اجل التعلم ضمن إطار تعلم صفي فعال، إضافة إلى ضرورة إيجاد تقييم صفي يشرك الطلبة في التركيز على إنماء تعلمهم، شاكرا ومقدرا كافة الجهود المبذولة في تنظيم هذا المؤتمر وإعداد أوراقه،

سائلا الله التوفيق للجميع.